لما هذه الندوة ؟


كان الحرير في لبنان كالقطن في مصر في العصر الحديث. كان الحرير المنتوج الشبه الوحيد في عهد المتصرفية وإستمرّ هذا الإنتاج مسيطر على بقية لبنان حتى نهاية العهد العثماني. عرف هذا القطاع أزمتين مهمتين أولها قبل وبعد الحرب العالمية الاولى وثانيها بعد الإنهيار الكبير في الثلاثينات. بعد إستعادة خجولة لنشاطه خلال الحرب العالمية الثانية يعرف إنتاج الحرير هبوطاً من جديد .

منذ منتصف الخمسينات أسفرت جهود الدولة اللبنانية (مكتب الحرير) عن التخفيف من وطأة الإنحطاط وإستطاعت من دعم الإنتاج.

إن الحروب منذ ١٩٧٥ وخصوصا الإجتياح الإسرائيلي أضعف ما تبقى من هذا الإنتاج. منذ ١٩٩١، تُبذَل جهودا لإستبدال المزروعات الممنوعة والمدعومة وذلك بإعادة تفعيل هذا القطاع الحيوي.

هذه الندوة التي أقامتها جمعية التراث والإنماء بمناسبة القمة الفرنكوفونية تهدف الى تسليط الضوء على مظهر من مظاهر تراث لبنان الإقتصادي والإجتماعي والثقافي الذي غالباً ما ننساه. هذا التراث المرطب كل الإرتباط بفرنسا من جوانب عدة. حتى أوائل القرن العشرين٬ كانت تعود خاصة العلاقات الأكثر أهمية بين لبنان وفرنسا إلى تربية دود القز إنما إلى التربية فقط...

في القرن التاسع عشر٬ لعبت تربية دود القز دوراً أساسياً في تحديث وإستقلال الإقتصاد اللبناني وساهمت أيضاً بزوال فئات إجتماعية وببروز فئات أخرى٬ كما ساعدت في نمو وإزدهار مناطق كثيرة.

أما في لبنان الغد٬ يمكن ويجب تفعيل إنتاج الحرير لتنمية المناطق الريفية الفقيرة والغير مروية حيث يمكن فيها إستبدال المزروعات الممنوعة والمدعومة. كما يجب المساعدة على تأسيس نشاطات في الغزل والحياكة والصباغ ومشاغل لإبتكار الرسوم وللخياطة وللأزياء.

لن يتجدد عهد الحرير في لبنان إلا بخلق دائرة كاملة متكاملة: "من شجرة التوت حتى ربطة العنق".

بطرس لبكي

ainsi
Copyright © 2016 The Silk Museum - Bsous - Lebanon - All Rights Reserved
MENU
×